الذي هو واضح أن جماعة الإخوان المسلمين تمر في هذه الأيام بأزمة داخلية، يرى بعض المطلعين أنها كبرى أزماتها منذ أيام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1954، ويرى البعض الآخر أنها مذبحة. منذ ذلك التاريخ؛ لم تنقسم الجماعة على نفسها مثلما هي في هذه اللحظات منقسمة،. يحدث هذا بينما لا تبحث الجماعة عن قائد لها وحسب، بل تسعى أيضاً إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه بين ما يوصفون بالإصلاحيين من ناحية، وبين ما يوصفون بالمحافظين -أو القطبيين نسبة إلى سيد قطب- من ناحية ثانية.

والذي ليس واضحاً هو إلى أي مدى يمكن أن تؤثر هذه الأزمة في بناء جماعة يمتد تاريخ إنشائها إلى الوراء حتى عام 1928، وتمتد أذرعها اليوم لا في مدن مصر وقراها وحسب، بل في كل أنحاء العالم. ولا هو واضح إلى أي مدى سيؤثر هذا كله في قدرتها على لعب دورٍ ذي معنى؛ في لحظة زمنية ذات معنى، في مستقبل مصر المنظور في أفق العامين القادمين.

من الناحية القانونية، هذه الجماعة ليس لها وجود؛ محظورة .. ومن الناحية الواقعية، هي في نظر كثيرين في الداخل والخارج؛ أقوى حزب معارض يمكن له بإصبع أن يحرك الشارع. بين هاتين الحقيقتين، تقف الجماعة نموذجاً أكاديمياً للبقاء على قيد الحياة، وللتقدم من قيد الحياة إلى التأثير.

السؤال: كيف -والريح تعصف بها من كل إتجاه من الداخل والخارج- يمكن لجماعة الإخوان المسلمين أن تختفظ بأنفها فوق سطح الماء.

ضيوف الحوار:
د. عصام العريان عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين وأحد رموز التيار الإصلاحي.
د. ضياء رشوان الباحث في شئون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية.