حصار الحصار حتى يتم إنهاؤه، أو يتهاوى أمام تحركات المتضامنين الذي استجابوا لإنسانيتهم، وأتوا من وراء البحار دفاعاً عن حق مليون ونصف مليون إنسان في الحياة. أتوا يدافعون عن شعب محاصر داخل حواجز وحدود .. لا تفرق بين شيخ عجوز .. أو طفل تفارقه الحياة قبل أن تدب فيه، لأن الدواء ينتظر إذن الساسة الذي لن يأتي أبداً .. أو طالب علم تقطعت به السبل فعلق مستقبله هو الآخر بذات القرار الذي قد لا يأتي إلا نادراً. تجربة السفينتين تستحق التقدير، فالمبادرة لم تكن من أصحاب؛ أو قل إخوان أو حتى جيران المحاصرين، بل أتت من بعيد .. وهو أول ما يثير الشجن والخجل معاً.

هناك تجربة أخرى تحول هذا الشجن إلى هم يضاف لتفاصيل الهموم الإنسانية للمحاصرين .. وهي تجربة أتت هذه المرة عبر البر ولكنها لم تصل لمبتغاها .. وانصرف القائمون عليها دون أن تطأ أقدامهم أو أدويتهم خطوة عبر معبر رفح .. عن هذه التجربة وعن جهود كسر الحصار عن غزة يلتقي مباشر مع السيد خليل النيس المنسق العام لرحلة كسر الحصار البري عن غزة في اسكتلندا التي أطلق عليها اسم "غزة على بالي".